رباه .. أليس لهذا العذاب من آخر ؟ أليس لهذه الآلام من نهاية ؟ أليس لهذا الشقاء من حد ؟ .. رحماك ياربى .. فلم أكن أدرى يوم أحببت وتركت الحب يسيطر على كيانى .. ولم أدر أننى سألقى منه كل هذا العناء وذلك الشقاء ... وأنت يا حبيبتى ارحميني .. ولا تجعلى من حبى وهيامى بك سبباً فى شقائى .. ووسيلة لتعذيبى وهلاكى .. إننى أستطيع أن احتمل كل صنوف العذاب وجميع ألوان الشقاء ولكن لا أستطيع أن احتمل هجرك حبيبتى .. إن فراق الحياة أهون عليا من فراقك .. صدقينى إذا قلت لك إنى أؤمن فى قرارة نفسى بأنى لم أخلق فى هذه الدنيا إلا لك ومن أجلك .. إن رسالتى فى الحياة أن أعيش لأحبك .. وان أحبك لإسعادك .. أنت لى كل شئ فى الوجود .. فيك تجمعت آلامى وأحلامى .. وبك تتحقق آمانى ورغباتى .. أنت روحى وحياتى وأنت دنياى وآخرتى ..
أنت لا تشعرى بآلام نفسى كلما طال عليها البعد ولا تحس بعذاب قلبى حينما يعبث به الشك .. إن الدنيا لتضيق بى كلما طاف بى خيالك فتذكرت ماضينا الجميل حتى وصلت للنهاية المؤلمة .. أخذت الأفكار السوداء تعبث بى والآلام تحزنى وغرقت فى بحور من اليأس والحيرة .. فأين أنت من هذا الحب العجيب الذى قضيت عليه بالسجود .. والذى طويتى صفحته بالنسيان .. ألا تشعرى بشئ من الحنين إليه ؟ ألا يساورك الندم على ما نقضتيه من عهود ؟ عجباً لك .. كيف استطعت أن تنسى هذا سريعاً ؟ ألا تذكر أيام لقاءاتنا الجميلة .. وما كان يتخللها من هناء ويحيط بها من بهجة ؟ ألا تذكر يوم قلت لى وأنت بجانبى " إن نفسى لا تهنأ إلا بقربك وقلبى لا يخفق إلا بحبك ؟ ألا تذكر شيئاً عن ذلك ؟ إن أكثر ما أخشاه أن تكون شعلة غرامك قد انطفأت .. لذلك تحاولى التخلص منى بالبعد عنى لنتحرر من كل ما يذكرك بى وبذلك الماضى البهيج الذى كان أشبه بالحلم